الفارس
عدد الرسائل : 113 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/12/2008
| موضوع: نار الاركيلة تأكل صدرك ابتكار مصري يكشف مخاطرها عالميا: الأحد 28 ديسمبر 2008, 3:13 am | |
| ابتكار مصري يكشف مخاطرها عالميا:نار الاركيلة تأكل صدرك.. و25جرام معسل تعادل تدخين60 سيجارة كتبت عائشة منيسي
إذا كنت من مدخني الشيشة أو ممن يفكرون في تناولها, فاقرأ بعناية عدة نتائج من العيار الثقيل تفجرها لأول مرة دراسة بحثية مصرية, من خلال ابتكار جهاز الكتروني متطور يعمل بالكمبيوتر ليحاكي آلية تدخين الإنسان للشيشة, أبرزها أن تدخين كمية مقدارها25 جم من المعسل يعادل تدخين أكثر من60 سيجارة.. فقد شهدت السنوات الماضية انتشارا وبائيا لتدخين الشيشة في العديد من دول العالم, خاصة منطقة الشرق الأوسط, حيث زاد إقبال الكبار والصغار من الجنسين فيما يشبه الموضة, ولم يعد تدخينها مقصورا علي الأماكن العامة كالمقاهي, لكنه امتد لأرقي الفنادق, ثم زحف ليغزو الشقق والفيلات والقصور كنوع من مظاهر الرفاهية, وتفننت مصانع التبغ في خلطه بنكهات مختلفة كالتفاح والفراولة والموز وغيرها, وتعددت أشكال الشيشة نفسها لتصبح بخرطوم أو عدة خراطيم لتشجيع كل أفراد العائلة علي تدخينها, وساد الاعتقاد بأن تدخين الشيشة أكثر أمانا من تدخين السجائر وظن البعض أن وجود المياه تنقي الدخان من سمومه وتلطف درجة حرارته.
ونظرا لسهولة حركة البشر بالهجرة والعمل والسياحة بدأت الدول الغربية تتخوف من انتشار الشيشة مع زائريها, وعلي أثر ذلك, قرر فريق علمي متكامل من كليتي الهندسة والطب دراسة الآثار السلبية لتدخين الشيشة علي صحة الإنسان, وتمكن الفريق البحثي ـ الذي يضم الدكتور مدحت المسيري أستاذ الهندسة الفيزيائية والطبية بهندسة القاهرة والدكتور مصطفي كمال أستاذ الصحة العامة بطب عين شمس والدكتور طارق العربي بمركز الوقاية من المخاطر البيئية بجامعة القاهرة يشاركهم فريق من المهندسين ـ من ابتكار جهاز الكتروني متطور يعمل بالكمبيوتر ليحاكي آلية تدخين الإنسان للشيشة, حيث تقوم الشيشة المبرمجة بالكمبيوتر بسحب الأنفاس بنفس طريقة المدخن ثم دفعها لما يماثل رئة الإنسان لفترة زمنية معينة يتم بعدها دفع الدخان خارجها, ثم يتم سحب جرعة أخري, أما الدخان الخارج, فتقوم أجهزة تحليل أخري متخصصة بدراسة نسبة الملوثات المختزنة فيه, والتي يفترض أن تنبعث من فم المدخن. ويتكون الجهاز كما يصفه الباحثون من اسطوانة تماثل حجم الرئة ويتحرك بداخلها مكبس ليحاكي عملية سحب النفس, وعند عودة المكبس, يتم طرد الدخان لأجهزة التحليل الكيميائي والفيزيائي, و تتحكم وحدة الحاسب المبرمج في حركة الكبس بدقة بصورة تماثل ما يفعله المدخن.
وبذل فريق البحث جهدا مضنيا لمراقبة المدخنين في الأماكن العامة لتحديد آلية التدخين والزمن الذي يستغرقه المدخن في سحب جرعة الدخان وزمن بقائه في جوفه, وبعد ملاحظة عدد كبير من المدخنين تم وضع معادلة رياضية وتغذيتها للحاسب لجعل الشيشة تقوم بالتدخين آليا مثلما يفعل الإنسان, وبفضل هذا الجهاز المتطور, تمكن الفريق ـ كما يقول الدكتور المسيري ـ من الوصول لنتائج بالغة الأهمية, أهمها أن درجة حرارة الفحم والدخان تزيد علي450 درجة مئوية وهي درجة عالية للغاية لاتستطيع المياه تبريدها, وعلي عكس ما يعتقده البعض من أن تغيير مبسم الشيشة يقلل من فرص انتقال بعض الأمراض من المدخنين السابقين, وأكدت التجربة إمكانية انتقال بعض الميكروبات والفيروسات من صدر المدخن ورئتيه للمياه التي لاتتغير من مدخن لآخر, كما وجد أن تدخين كمية مقدارها25 جم من المعسل يعادل تدخين أكثر من60 سيجارة, حيث يبتلع المدخن في كل جرعة دخان ما يقابل500 إلي600 سم مكعب يملأ بها صدره دفعة واحدة, كذلك وجد أن جرعات الدخان التي تدخل صدر المدخن تفقد الرئة مرونتها, ومع إدمانها لسنوات طويلة تتضخم ولا تعود لحجمها الطبيعي, وتفقد قدرتها علي التخلص من الغازات والمواد السامة.
ونظرا لأهمية هذه التقنية المبتكرة ـ التي تم عرضها في مؤتمر نظمته إحدي هيئات الصحة العالمية في لندن أخيرا بالتعاون مع المعهد القومي الأمريكي لأبحاث السرطان وعدة معاهد أمريكية وأوربيةـ فلقد أبدت الصحة العالمية والعديد من خبراء مراكز البحوث والجامعات الأمريكية إعجابا متزايدا بدقة الجهاز ونتائجه التي تعتبر أول مرة يتم فيها رصد هذه الوسيلة الخطيرة للتدخين, مما رشح مصر لأن تكون مركزا عالميا لإجراء أبحاث شديدة التخصص باستخدام هذا الجهاز الذي تم اختراعه وتنفيذه بأيدي مصرية وبإمكانيات محلية لوضع تقنين عالمي ومواصفات لأول مرة لكل المخاطر البيئية والصحية لوباء الشيشة. | |
|