سالونيكا اليونانية.. السياحة فيها مفعمة بالحيويهـ والفن
كاتب الموضوع
رسالة
المشكاة المدير العام
عدد الرسائل : 352 العمر : 47 الموقع : السعودية نقاط : 4 تاريخ التسجيل : 19/12/2008
موضوع: سالونيكا اليونانية.. السياحة فيها مفعمة بالحيويهـ والفن السبت 10 يناير 2009, 8:53 am
سالونيكا اليونانية.. السياحة فيها مفعمة بالحيويهـ والفن
تمتاز مدينة سالونيكا اليونانية بالحيوية وقدر من الانطلاق، وهناك في شارع زفكسيدوس تبدو كل أيام الأسبوع وكأنها يوم السبت لكثرة الفعاليات الفنية من موسيقى إلى عروض فنية تشكيلية أخرى . وقد يقول البعض إن سالونيكا هي الشقيقة الصغرى لمدينة أثينا من حيث الأهمية السياحية، لكنك من الأفضل ألا تصدق ذلك، فهي مدينة شبابية تمتلك تاريخا متعدد الطبقات وتوجها ثقافيا معارضا لما هو سائد من تقاليد وهي تشبه في نواح عدة مدينة سيتل، ولعلها لهذا السبب تسمى بـ«سيتل» البلقان.
وهي حاليا مركز الجنوب الغربي من أوروبا في مجال السينما بسبب مهرجانات الأفلام وتتمتع بانبعاث كبير في فنونها البصرية ومشاهدها الموسيقية، وهي واضحة في متاحفها وأروقتها ونواديها الفنية مثل Xylourgeio في ميلوس، وهو في الأصل طاحونة تحولت إلى مركز للتسلية. ومع اتساع الضواحي انتشرت فنادق سياحية كثيرة هناك مثل بلازا آرت هوتيل وسيتي هوتيل حيث تمت إعادة تشكيلهما بحيث تتماشى مع عشاق المهرجانات السينمائية.
وقال نيكوديموس ترياريديس، 34 سنة، الذي شكَّل قبل عامين ماركة اسمها «Run Devil Run»:«سالونيكا ظلت دائما مدينة بديلة، تتحرك صوب إيقاعها الخاص. وبعد الكثير من التباكي حول فقدانها لأشياء متميزة موجودة في أثينا، نحن أصبحنا قادرين على احتضان ما هو خاص بنا».
نشأت مدينة سالونيكا التي يقطنها حاليا حوالي مليون شخص في حدود عام 300 قبل الميلاد على يد كاسندر ملك مقدونيا الذي سماها وفق اسم زوجته ثيسالونيكا اخت الاسكندر الأكبر غير الشقيقة. وتكشف جولة داخل المدينة التأثيرات المتنوعة عليها من خلال مشاهدة أطلال رومانية وكنائس بيزنطية وكاتدرائيات كاثوليكية مستطيلة الشكل وحمامات ومساجد عثمانية، وهناك البيت الوردي الذي ولد فيه كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة عام 1881، والبيوت القرميدية التي تعود إلى القرن التاسع عشر في منطقة لادايكا التي تعتبر الحي اليهودي القديم.
وعندما تتمشى في مركز المدينة ستكتشف الورد المتعرش في كل مكان: على متنزهات جبهة البحر وبالقرب من البرج الأبيض الذي يعود إلى القرن الرابع عشر، وتمثال الاسكندر الأكبر، وفي المقاهي الغاصة الواقعة في ساحة أرسطوطاليس والبارات المبنية داخل الأسواق القديمة في منطقة بيزستيني. وأكثر الموجودين هناك هم من طلاب جامعة أرسطو التي تعد الأكبر في اليونان. والكثير من الموجودين هم أصحاب حرف وفنانون شباب.
تتخصص الفنانة كريسي تسيوتا، 35 سنة، بالصور غير التقليدية المستندة إلى سرد قصصي، وغالبا ما تمر بالمقاهي المملوءة بالطلبة وغالبا ما يغنون أغانيَّ وضع موسيقاها المؤلف الموسيقي المعاصر مانوس هادجيداكيس حينما تتجه إلى بيتها المتكون من علية واقعة في سوق تمت إعادة تشكيله في بيزستيني حيث تشارك زوجها السينمائي نيكوس يانوبولوس، 55 سنة. وهما جزء من عدد من الفنانين المقيمين في الحي العثماني القديم حيث المطاعم الصغيرة من نوع «البيسترو» قد وصلت إلى شوارع مثل مطعم Ideal في شارع غريغوريو بالاما. وهناك يجد المسافرون أنواعا من الأطعمة التقليدية ويستطيعون سماع موسيقى الجاز.
وهناك ليس بعيدا عن بيزستيني محلات موديانو الواقعة في أسواق كاباني ولولوداديكا. والسير وسطها يقدم لك مزيجا من الألوان والأصوات وروائح التوابل من كمون ومريمية واللحوم والأسماك والأجبان.
وفي مركب ميلوس القريب من الميناء هناك ازدهار كبير في الفنون وجاء ذلك مع قدوم الكثير من الموسيقيين الذين جمعوا ما بين الجاز والموسيقى المحلية، وهناك فرق مشهور مثل فرقة «مود بلاغال» وفرق أخرى متخصصة بموسيقى الروك مثل «ترايبس» و«اكسيلنا سباتيا». وأصبح مركب ميلوس نمطا سائدا حاليا، مركز اكسلورغيو يجلب عددا كبيرا من الفنانين غير التقليديين مثل فرقة دايمونيا نيمف، التي تمزج ما بين الموسيقى الفولكلورية والحديثة باستخدام آلات موسيقية يونانية قديمة. كذلك تغتني الموسيقى بعناوين مثل «رأسا على عقب» أو «اهرب أيها الشيطان اهرب» كذلك هناك فرقة بويتا نيغرا وهي تقدم عروضا في النوادي الواقعة وسط المدينة مثل نادي زنيث.
من بين المستمعين المنتظمين في حضورهم، المؤرخة في مجال الفن، اريتي ليوبولو، 29 سنة، وقالت معبرة عن إعجابها بالمكان: «يوجد الكثير من الطاقة الخلاقة هنا.. وهي تتفجر كي تبرز إلى الحضور».
سالونيكا اليونانية.. السياحة فيها مفعمة بالحيويهـ والفن